Tuesday, June 9, 2009

ارفعوا أيديكم عن الإنترنت

كتب إقبال العثيمين :

إن من أهم سمات المجتمعات المتقدمة هي في حرية تداول المعلومات وحرية الوصول إليها. وتعتبر قضية احتكار المعلومات أو حجبها من أهم القضايا التي تدق ناقوس الخطر تجاه البيئة الثقافية في أي مجتمع كان. وإن ما قامت به وزارة المواصلات اخيرا ممثلة بشركة «كواليتي نت» من اغلاق موقع «الهاي 5» الشهير و«سكاي بي»، وتصريحات مسؤولي إدارة الإعلام الأمني أخيرا بشأن التوصل إلى أسماء وهواتف مواطنين ومقيمين، ما هي إلا انتهاك للحياة الخاصة للمواطنين والتبشير ببداية تشديد قبضة الرقابة في الكويت على وسائل الإعلام والانترنت.
ان الانترنت تعتبر أكبر انجاز تكنولوجي حصل في القرن الماضي. وللانترنت سلبيات وايجابيات مثلها مثل اي اختراع تكنولوجي آخر، إن كان التلفزيون او التلفون أو حتى السيارة. واستخدام هذه التكنولوجيا يعتبر جزءا لا يتجزأ من الطفرة العلمية غير المسبوقة التي يعيشها العالم من حولنا. وتلعب الانترنت دورا أساسيا في قضية العولمة، حيث تقارب بين الشعوب، كما تزودهم بالمعلومات العلمية والفنية والتعليمية والتجارية والحكومية والأخبار والترفيه والسياسة وغيرها من مجالات أخرى لا حصر لها. وان اي نوع من المتابعة عليها يعتبر نوعا من الرقابة، فقضية اتاحة المعلومات يجب أن تكون هي الأصل والأساس، والاستثناء يكون لقضايا تمس فقط أمن البلاد، أما الرقابة على الحياة الخاصة للناس فهي أمر مرفوض لانها تعتبر تعديا لمسؤولية الأسرة ودورها في التربية والتنشئة.
ان حرية تداول المعلومات تعتبر من سمات المجتمعات المتقدمة، وهي درع للتنمية المستدامة، ولا يمكن أن تكون هناك تنمية حقيقية ان لم تنبع من شفافية صنع القرار. ان حق الوصول إلى المعلومات يعتبر من أهم العناصر الضرورية لبناء مجتمع النزاهة، وان المزيد من تداول المعلومات ضروري لاطلاع المواطن على المعلومات، ومما يساعد على ثقة المواطن بعمل الحكومة. فالدول الديموقراطية الحقة لا تستورد التكنولوجيا القمعية كما يحصل في الصين مثلا، لمساعدتها على مراقبة ما يفعل الناس عبر الانترنت، لانها بهذا تقضي على حرية الناس، لأنها لا تحترم حقوق الأفراد. إن فرض الرقابة على المعلومات للتقييد يخالف أيضا دستور دولة الكويت الذي يكفل حرية التعبير.
ان الزيادة الملحوظة في حجب المواقع الالكترونية في الكويت اخيرا، أدى إلى اطلاق مجموعات على «الفيس بوك» تنادي بحرية التعبير. وهذه مجموعات كبيرة من الشباب تعمل تحت مسمى مجموعات حرية التعبير من أمثال «جوب كفاية» ومجموعة «لا لإغلاق الفيس بوك» وغيرها من المجموعات الشبابية التي تطالب بوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان، كما تنادي بانترنت حر من دون وصاية.
إننا في الكويت يجب علينا إن أردنا مواكبة التطور الحضاري أن نضع حدا لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارس من قبل شركات مزودي الانترنت، وذلك بإغلاق مواقع على شبكة الانترنت، وان نعمل على ترسيخ ثقافة حرية تداول المعلومات والبعد عن ثقافة المنع والحجب السائدة في الوزارات والمؤسسات الحكومية والمعششة في عقول المسؤولين منذ زمن أكل الدهر عليه وشرب.

No comments:

Post a Comment

Any comments that are personal attacks towards other users will be deleted. I am not responsible for readers comments. Now Please feel free to express your opinon.